- الملائكة والمحتضر من الظالمين والكافرين :
أخبر الله سبحانه وتعالى عن سوء خاتمة وعاقبة الكافرين والظالمين والمتقولين على الله بغير الحق،وأن الملائكة تقوم بتبكيتهم وإهانتهم والنيل منهم بالضرب على وجوههم وأدبارهم عند الاحتضار. قال تعالى : {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} (93) سورة الأنعام.
وقال تعالى : وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (51) [الأنفال : 50،51] .
وفي حديث البراء رضي الله عنه "… وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ،نَزَلَ إِلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ مَلاَئِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ،مَعَهُمُ الْمُسُوحُ،فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ،ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ،حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ،فَيَقُولُ : أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ،اخْرُجِي إِلَى سَخَطٍ مِنَ اللهِ وَغَضَبٍ , قَالَ : فَتُفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ،فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ مِنَ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ،فَيَأْخُذُهَا،فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَجْعَلُوهَا فِي تِلْكَ الْمُسُوحِ،وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ،فَيَصْعَدُونَ بِهَا،فَلاَ يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلأٍَ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ،إِلاَّ قَالُوا : مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُ ؟ فَيَقُولُونَ : فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا،حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا،فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ،فَلاَ يُفْتَحُ لَهُ،ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ : {لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ فِي الأَرْضِ السُّفْلَى،فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا . ثُمَّ قَرَأَ : {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ،فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ،أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ،وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ،فَيُجْلِسَانِهِ،فَيَقُولاَنِ لَهُ : مَنْ رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ : هَاهْ هَاهْ لاَ أَدْرِي،فَيَقُولاَنِ لَهُ : مَا دِينُكَ ؟ فَيَقُولُ : هَاهْ هَاهْ لاَ أَدْرِي،فَيَقُولاَنِ لَهُ : مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ ؟ فَيَقُولُ : هَاهْ هَاهْ لاَ أَدْرِي،فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَنْ كَذَبَ،فَافْرِشُوا لَهُ مِنَ النَّارِ،وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ،فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا،وَسَمُومِهَا،وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلاَعُهُ،وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ،قَبِيحُ الثِّيَابِ،مُنْتِنُ الرِّيحِ،فَيَقُولُ : أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُكَ،هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ،فَيَقُولُ : مَنْ أَنْتَ ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالشَّرِّ،فَيَقُولُ : أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ،فَيَقُولُ : رَبِّ لاَ تُقِمِ السَّاعَةَ. …" الحديث جمع وإعداد
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود